دعا رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج خالد مشعل إلى رؤية سياسية واضحة تستند على برنامج المقاومة لدحر الاحتلال الصهيوني، مؤكدا تمسك شعبنا بحقوقه وثوابته الوطنية حتى طرد الاحتلال.
وجدد مشعل خلال كلمة له في مهرجان جماهيري حاشد في الذكرى الـ35 لانطلاقة الحركة في مدينة صيدا في لبنان الوفاء لجيل المؤسسين في غزة والضفة والخارج، وعلى رأسهم المؤسس الشهيد أحمد ياسين، مؤكدا أن محطة التأسيس لانطلاقة حماس شكلت نقلة تاريخية على طريق المقاومة في فلسطين، وكتائب القسام باتت الآن جيشا لكل فلسطين، وسندا للقدس والأقصى والضفة والداخل والشتات.
وأضاف أننا نقف اليوم وفاء لمؤسسي حركة حماس وروادها، نسير على هداهم، ولا ننسى فضلهم، ونوجه التحية لأرواح من قضى منهم، والتحية لمن بقي بيننا حتى الآن.
وأكد أن التحدي الذي يفرضه الكيان الصهيوني بحكومته الفاشية، يفرض علينا جميعا قرارا شجاعا وسريعا لاستعادة وحدة الشعب الفلسطيني، داعيا إلى وحدة وطنية على قاعدة الشراكة والمقاومة.
وجدد مشعل التأكيد على ثوابت شعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة، مشددا على أن شعبنا لن يتخلى عن شبر من أرضه مهما كانت التحديات.
لا وحدة دون شراكة
ودعا مشعل إلى وحدة وطنية تستند إلى روح الشراكة في الميدان ومواقع القيادة والقرار، مؤكدا أن لا وحدة وطنية بالتفرد والإقصاء، داعيا إلى وحدة تستند على برنامج المقاومة بكل أشكالها.
وطالب بحشد شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية.
وخاطب مشعل السلطة: "يا إخواننا في رام الله، لا تعودوا إلى الوراء، ومع التحولات الإقليمية والدولية ليس أمامكم إلا أن تعودوا إلى شعبكم وتنفضوا كل الاتفاقيات".
القدس والضفة
وقال مشعل إن الحكومة الصهيونية الفاشية المتطرفة تريد حسم المعركة في القدس والأقصى، والقدس بالنسبة لنا هي الهوية ومعركتنا المركزية، فإذا كان للعدو أجندته فلدينا ردنا ومقاومتنا.
وأضاف "الاحتلال يستغل أعياد المسلمين والمسيحيين ليضع يده على الأماكن المقدسة في القدس، لكننا نجدد مسيرة المقاومة في مواجهة ذلك".
وأكد مشعل بأن الحكومة الصهيونية التي تعج باليمين الديني والقومي المتطرف هي الأكثر تطرفا في تاريخ الكيان، مردفا "لقد أخرجت إسرائيل أثقالها البشعة الفاشية".
وتابع "إسرائيل تظن أنها بحكومتها المتطرفة سوف تنهي قضيتنا، لكن شعبنا العظيم بأصالته ورجولته ووحدته يستطيع أن يحول هذا التحدي إلى فرصة، وكل مشاريع التسوية هُزمت، وآخرها صفقة القرن".
وشدد مشعل أن بشائر الضفة تمهد لانتفاضات وثورات ومقاومة تقتلع هذا الكيان، مضيفا "الضفة الغربية المحتلة بعد أن أثخنت باعتداءات الاحتلال والاستيطان، والتنسيق الأمني، تدرك اليوم بأصالتها طريق المقاومة لصد كل الاعتداءات".
غزة ذخر استراتيجي
وأكد مشعل أن غزة انتصرت لنفسها وشعبها وقدسها لكل أرضها الفلسطينية، مردفا بأنها ذخر لكل قضيتنا وشعبنا، مجددا المطالبة بالعمل على ضرورة كسر الحصار عن قطاع غزة.
وتوجه مشعل بالتحية لكتائب القسام وكل الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة، التي أصبحت اليوم جيشا يفتخر به.
وقال مشعل: "لا نحمّل غزة وحدها مسؤولية مقاومة الاحتلال، بل غزة والضفة والداخل والشتات، كلهم مسؤولون عن مقاومة الاحتلال كل بطريقته".
وشدد على أن تحرير الأسرى في سجون الاحتلال على رأس أولويات الحركة، مخاطبا الأسرى قائلا: "آلام الأسرى التي تدق أرواحنا ورؤسنا، وخاصة بعد استشهاد الأسير ناصر أبو حميد، نقول لهم وصلتنا رسالتكم وعتبكم، سيجعل الله لكم بعد عسر يسرا"، موضحا أن قيادة الحركة وعلى رأسهم رئيس الحركة يدركون حجم المسؤولية في قضية الأسرى.
شعبنا في الخارج
وأكد مشعل أن شعبنا الفلسطيني في الخارج كان مفجر الثورة يوما ما، وكان يقود المعارك عبر حدود فلسطين، وكانت مخيماته ألوية للمقاومة، وكان جزءا من مسيرة التحرير، واليوم سوف يستعيد دوره في مسيرة التحرير والنضال والعودة، مشددا على أن رسالة الشتات هي الصمود والشراكة في النضال والعودة.
وشدد على أن شعبنا الفلسطيني في لبنان الذي اضطر إلى اللجوء، ما زال قلبه مع فلسطين ويتطلع إلى العودة إليها، مستحضرا نموذج الوحدة الوطنية التي يحرص عليها الفلسطينيون في مخيمات لبنان، متمنيا أن ينتقل هذا النموذج إلى كل الساحات الفلسطينية في الداخل والخارج.
وتوجه مشعل بالتحية إلى لبنان على احتضان شعبنا، مضيفا: يا قادة لبنان، نريد للشعب الفلسطيني بينكم أن يعيش حياة كريمة، ليس للاستقرار والتوطين، ولكن لتعزيز الصمود والتقوّي على النضال من أجل تحرير فلسطين.
وأضاف "نحيي لبنان المقاومة والأصالة والحيوية في إعلامه وصحافته وحيويته وثقافته وانتمائه لأمته، نشكره على احتضان شعبنا"، لافتا إلى أن شعبنا وفيّ لكل من يحتضنه في لبنان ودول الطوق والشتات، حريصون على أمن لبنان ووحدته واستقراره ولا نتدخل في شؤونه، ونتمنى للبنان الخير، وأن يخرج من محنته ويستعيد دوره.
وشدد على أن الأمة العربية والإسلامية هي العمق الاستراتيجي لشعبنا الفلسطيني، مردفا أمتنا الأصيلة التي ظلت على العهد لم تغير ولم تبدل، وهي حاضنتنا وعمقنا وشريكتنا، وجاء مونديال قطر ليعيد الحقيقة إلى الواجهة.
ولفت إلى أن مونديال قطر أكد الحقيقة بأن الأمة موحدة، وتحتاج إلى مشروع وراية ونجاحات، ومجرد أن رأينا الفريق المغربي يتقدم في بطولة رياضية تحركت كل الجماهير خلفه، فكيف لو حققنا مشروعا نهضويا.
وتابع: مونديال قطر أكد مركزية القضية الفلسطينية وحضورها الفاعل والقوي، ما قض مضاجع الصهاينة الذين شعروا أن فلسطين هي الفريق ال33 في هذه البطولة، مؤكدا أن التطبيع ثبت أنه وهم، وهو شيء مصطنع لا جذور له بين شعوبنا، مهما حاولوا.